أحد جميع القديسين 2011
16 يونيو 2011 | كتبه المطران سلوان
أحد جميع القديسين
“كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله”
بدأ عيد جميع القديسين، تاريخياً، بعيد لجميع القديسين الشهداء بالتحديد، ولكن يمكننا اعتبار أن العيد هو عيد جميع القديسين لأن القديسين المجاهدين ولو لم يستشهدوا بالدم كانوا شهداء الحياة المسيحية، فكل إنسان يعترف بالمسيح أمام الجميع هو معرّض للشهادة، وغير مهم إن كانت الشهادة بالدم أو بالدموع. نفرح اليوم وسط حياة الكنيسة الليتورجية بحضور جميع القديسين “لنا سحابة من الشهود” (عبر 1:12)، “غسلوا ثيابهم وبيّضوا ثيابهم في دم الخروف” (رؤ 14:7). نعيّد في هذا اليوم لكل القديسين الذين عاشوا ملكوت الله على الأرض ودخلوا إلى حياة المسيح القيامية، ونكرّم هؤلاء الذين عاشوا سرّ التبنّي أي تصرّفوا كأبناء لله. نحتفل بهؤلاء الذين وصلوا إلى أعلى الدرجات ووصلوا إلى قمة فرح القيامة وأعطوا بذلك شهادة سلامية منعكسة من داخلهم نحو العالم أجمع من حولهم. وكما نقرأ في سنكسار اليوم: “نعيّد اليوم لجميع ما قدّسه الروح القدس… التسعة طغمات الأجداد ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل الأطهار والشهداء ورؤساء الكهنة والشهداء الكهنة الأبرار والأبرار والصدّيقين وجميع مصاف النساء القديسات وجميع القديسين الآخرين”.
موقع العيد أهم من تسميته فالكنيسة تعّيد لجميع القديسين مباشرة بعد عيد العنصرة، وبحيث يشكّل العنصرة آخر عيد في الدورة الليتورجية السنوية، وبهذا العيد ينتهي كتاب البنديكستاري، وأهميته تكمن أنه بنهاية الحياة بالمسيح يجب أن يتحقق هدف الحياة بالمسيح وهو قداسة الإنسان وتجديده لذلك تعيّد الكنيسة اليوم لثمارها أي قديسيها.
الشهادة والاعتراف
لكن يبقى السؤال ما هو الأمر الذي فعله القديسون حتى ينالوا كل هذا التكريم من الكنيسة؟، طبعاً الجواب بتطبيقهم لما سمعناه في إنجيل اليوم: “كل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات… ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني”.
كلام الإنجيل ليس إلا إيقاظ لوعي أرثوذكسيتنا. وبالتالي عن ماذا تخلّينا من أجل محبة المسيح؟ ما هي الأشياء التي نحن مستعدون أن نقدمها للآخرين؟ كم عدد الشهداء الذين تقدموا من أجل البشارة بكلمته؟ طبعاً الأجابة خاصة بكل واحد منّا وكل من يقبل الله كأب له يمكن أن يجد الأجوبة الصريحة.
يسير على طريق القداسة كل هؤلاء الذين يجاهدون بقوة ومسؤولية ضدّ الأهواء محاولين تنقية وتطهير حياتهم الداخلية. يبارك المسيح هؤلاء الذين اقتنوا قلوباً نقية وَيَعِدهُم بأنهم سَيَرَون الله.
يرتفع اليوم أمام أعيننا سلم إلى السماء، القداسة ليست نظام أو قانون ولأشخاص محددين ومحدودين. هي دعوة لنا جميعاً، القداسة هي ملء الحياة بالمسيح، هي العيش المشترك بين الله والإنسان.
جسّد هذه القداسة وحققها جميع القديسين الذين نُعيّد لهم اليوم، تظهر القداسة في وجوههم كحقيقة مُعاشة وليس كشكل جميل، وبرؤيتنا لها نتعلم ولو بدون كلام، فهي جهاد وتعب وصبر وتواضع ودموع وحتى الدم لهؤلاء الذين استشهدوا من أجل المسيح “من اجل شهادة يسوع ومن اجل كلمة الله” (رؤ4:20).

تأملات من الاباء الرسل القديسين
القديس بطرس الرسول كان فى مقدمة من اختارهم الرب للعمل معه (مت10) و القديس بولس لم يكن من الاثنى عشر ولا جتى من السبعين رسولا يل الرب اختاره بعد القيامة ومع انه كان اخر الكل الا انه تعب اكثر من الكل (1كو!(10:15)
ولد بولس الرسول فى طرسوس وان كان قد اتى فى شبابه المتكر الى اورشاليم ..اما بطرس فقد ولد فى بيت صيدا
كان بطرس الرسول متزوجا (مت14:8) اما بولس فكان بتولا
يطرس بدأ حياته مع اليبد المسيح بالحب و الثقة و الايمان …اما بولس بدأ بالعداوة كمشطهد للكنيسة و لكل من يتبع المسيح
القديس يطرس كان رجلا بسيطا صياد سمك اما القديس يولس فكان من علماء عصره و اشتهر بالثقافة
قيل عن الفديس يطرس انه كان رسول الختان اؤتمن على انجيل الختان اى الكراوة لليهود بينما بولس اؤتمن على انجيل الغرلة اى الكراوة للامم
كتب بولس الرسول رسالة لاهل رومبة و رسائللكنائس الامم …اما بطرس كتب الى اليهود المغاربين فى الشتات (1يط1:1)
كان القديس بطرس مندفعا ربما بسبب حماسه الشديد اما القديس بولس فكان متحمسا و لكن فى غير اندفاع
ومع ذلك فالقديسان متشابهان فى مسائل جوهرية كالغيرة و الاستشهاد و كل منهما كان يهوديا ..كل منهما دعاه الرب …كل منهما حل عليه الروح القدس و كل منهما تكلما بالسنة
كل منهما له سلطان ان بمنح الروح القدس
كل منهما صنع ايان و قوات و عجائب
كا منهما اقام ميتا
كل منهما كان جريئا و شجاعا فى كرازته و مع ذلك كان هذان الرسولان القديسن متواضعان و ايضا تعرض لاضطهادات كثيرة
القديس بطرس الرسول له 3 اسماء :سمعان بن يونا ..بطرس ..صفا و اصبح يطرس احد ثلاثة مقربين من السيد المسيح
القديس بولس كرز فى كل الكناءس الرسولية ..زنعب اكثر من الجميع ..تكلم بالسنة اكثر من الكل …وصعد الى السماء الثالثة..اكثر الرسل كتابة بقلمه وقد لقب برسول الامم
· من الغريب ان اكثر الناس يفكرون ان القداسة هي لفئة قليلة من الناس و ان القديسين هم ناس فوق البشر من مولدهم حتى مماتهم و هذا اكبر الاخطاء التي تهين الانجيل فالله لم يتجسد بيسوع لا لفئة واحدة من الناس بل لكل الناس. و الكتاب يدعونا و يقول “كونوا قدسيين لان الرب الهكم قدوس” و عندما نصلي الابانا نشارك الله في قداسته. فالقداسة هي رغبة الله لنا بان نصبح قديسيين و هي ارادتنا ان نتشبه به. فالمجدلية لم تولد قديسة لكنها بعد ان عرفت المسيح اصبحت قديسة كل يوم اكثر من قبله.كذلك شاول الطرسوسي قبل ان يصبح بولس رسول الامم و كذلك كثير من القديسين الذين يفوقون العد مثل : موسى الاسود و مريم المصرية و اوكثير كثير من القديسين. فالقداسة لا ترتبط بالوقت، فلص اليمين اصبح قديس على الصليب و تخطى الزمان و المكان. فالقداسة اذا هي اختيار ، ليس مهم من انا بل ما ساصبح و ليس المهم ما مضى بل ما بقي. لذلك الكنيسة تدعوني اليوم قديس(ة) لاننا اعتمدنا به و لبسناه و تميرنّا بروحه و اخذناه و تغذينا بجسده و احيناه فينا و قرأنا كلمته و اصبحنا احياء به. فما الذي يمنعنا ان نكون قديسين الاّ نحن؟
أبتي العزيز سلوان
أخوتي المحترمون
القديس سمعان اللاهوتي الجديد يقول عن القديسين بأنهم “كانوا هم أيضاً بشراً مثلنا، ولم يكن لديهم قطّ أكثر مما لدينا، ما خلا إرادتهم للصلاح، والغيرة، والصبر، والتواضع، وحب الله”. ما يعني أنه لا أحد مستثنى من دعوة الله لنا لنكون قديسين، ولكن ما يلزمنا هو أن نريد القداسة، أو نطلبها، فدعوة المسيح لأن “اطلبوا تجدوا”، ما هي إلا رغبته لأن نطابق مشيئتنا على مشيئته، لأن تكون إرادتنا وإدراته هما العاملتان معاً، فالقداسة هي عمل مشترك، يبدأ عندما نريد، والقداسة لمن يرغبون القداسة، على مثال ما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: “الخلاص لمن يرغبون الخلاص”.
أرجو شرحاً إضافياً لـ “كلام الإنجيل ليس إلا إيقاظ لوعي أرثوذكسيتنا”، وشكراً سلفاً.
فيا رب أعطنا أن نبذل حياتنا ساعين وراء عيش القداسة، بتوحد إرادتنا وإرادتك، بشفاعات أمك النقية وجميع قديسيك الأطهار، فإنك مبارك إلى الأبد، آمين.
صلواتكم
قدس الأن سلون،
اخوتي قراء المنارة،
موضوع القديسين موضوع جداً غني بالقداسة، فهم كانو بشر وترفعوا عن أهوائهم وخطاياهم واعترفوا بالمسيح وصاروا الهة بالنعمة؛ نعمة الروح القدس. الأهم أنهم كانو بشر وصاروا! أي نحن كمسيحيين مشروع قداسة، فعلينا أن نطلب شفاعتهم ونقرأ خبرتهم الروحية بقلب مستعد.
للأسف البعض لايؤمن بشفاعة القديسين مع أن هؤلاء يطلبون من بعضهم أن يصلوا لغايةٍ ما! مثلاً صلي لأجلي لكي يساعدني الرب بكذا وكذا….
إذ كنا نؤمن بالصلاة الجماعية فالقديسون هم أيضاً يصلون معنا ولأجلنا، و مسموعةً صلاتهم أكثر لما لهم من مكانة عند الرب قد اكتسبوها بإيمانهم وسيرتهم على الأرض!
صلواتكم،
الاب الموقر ..بعد تقبيل ايديكم
لاشك ان هذه المدونة جذبت الكثير من الاحوة و الاخوات الى مناقشلت روحية ممتعة بل استطيع القول انها شجعتنا على القراءة لتنوير اذهننا .
برجاء التكرم ان كان فى استطاعتكم ان تقدم لنا مقالة او ما قل و دل لتوضيح الاتى :
– تعريف القداسة …و متى يطلق عاى الانسان عبارة قديس..وهل كل من يحيا حياته و مسلكه فى طريق الرب يطلق عليه قديس
_ معنى البر …والبار ..وهل هناك فرق بين القديس و البار ..
– ماعلاقة البر و العدل الالهى ..و هل هناك ارتباط بين البر و العدل
–
ده ايه الموقع اللذيذ ده
تحياتى
الله معكم
الإخوة: جورج، الهام، بيار، رودي شكراً لكم على هذه المشاركات والتأملات الجميلة
أخ رودي:
عبارة “كلام الإنجيل ليس إلا إيقاظ لوعي أرثوذكسيتنا” موجهّة لأشخاص مفترض أنهم أبناء الكنيسة، ويعيش الإنسان في الكنيسة ليزداد ارتباطها فيها مع الوقت، ولتزداد معرفته بكل زواياها وقضاياها هذا الأمر إن كان مترافق بقراءة الكتاب المقدس فهو يزيد من وعي هذا الشخص نحو كنيسته وإمانه ويدفعه للحفاظ على الخط الأرثوذكسي في داخله.
أخ جورج:
سنعمل على اقتراحك قريباً ولك الشكر
أخت لين
أهلاً وسهلاً بك صديقة للمنارة نتمنى مشاركتك في مواضيعنا المطروحة.
صلواتكم