أحد الشعانين / 2009
10 أبريل 2009 | كتبه المطران سلوان
(يو1:12-18)
أحد الشعانين هو يوم استقبالُ السيدِ عند دخوله إلى مدينة أورشليم حيث ستتم أحداث الآلام والصلب والموت والقيامة، واستُقبل عند أبوابها من الجموع كملك ومخلّص بالسعف والنخيل وبالهتاف: “أوصنّا في الأعالي مباركٌ الآتي باسم الرب”.
من هم هؤلاء الذين استقبلوه؟ ربما رؤساء المدينة أو كبارها أو أصحاب الذوات و المراتب الرفيعة العالية؟ يجيبنا على ذلك الإنجيلي يوحنا بقوله: “الجمع الكثير الذي جاء إلى العيد” أي عامة الشعب أخذوا “سعف النخيل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون أوصنّا مبارك الآتي باسم الرب”.
هم شاهدوا المسيح وهو يقيم لعازر، أو سمعوا به، لذلك حملوا السعف التي ترمز إلى انتصار المسيح على الموت بقيامة لعازر ومن ثم بقيامته. صراخ الشعب حاملاً السعف ليس سوى تأكيد على هذا النصر العظيم للمسيح والذي به ننال الخلاص.
عبَّر الشعب عن احترامه للمسيح فاستقبله، عند دخوله أورشليم، بطريقة عفوية بسيطة متواضعة مليئة بالعواطف والتأثر كأنهم يعرفون أنه يتحضر ليقدم ذاته ضحية لخلاص الجميع، وكان استقباله استقبال المنتصرين الظافرين.
كلها لحد الآن رائعة وجميلة ولكننا سنرى بعد أيام قليلة أن الشعب الذي صرخ مرحّباً بالملك نادى أيضاً بصلبه وموته. كيف انقلب وتغيّر؟ فهو من جهة يرى العجائب التي صنعها يسوع ومن جهة أخرى ينسحب خائفاً مما يجري من حوله، لماذا كلُّ ذلك ؟
حضور المسيح يزعج البعض كالرؤساء الذين لم يتأخروا عن وضع خطتهم الشيطانية لتسليمه للموت، فقاموا بتحضير الشعب وتأليبه ضدّ المسيح، فأغلقوا أعينهم عن كل العجائب التي صنعها أمامهم وأصمُّوا آذانهم عن التعاليم المقدسة كلها التي أعطاهم إياها، وهذا هو سببُ انقلاب الشعب على المسيح.
بالنهاية كانت الأكثرية ضدّ المسيح والأقلية بجانبه. الأكثرية طلبت موته وبدون أن يعرفوا لماذا هكذا ببساطة لأن الرؤساء والمعلمين طلبوا منهم ذلك.
الشعب الضعيف يتبع رؤسائه متأملاً أن يرضيهم، فيظن أنه يكسب بذلك ولكنه يخسر ذاته وخصوصاً إذا كانت هذه التبعية تودي لصلب المسيح، أما إذا أراد أن يبحث عن الحقيقة والعدل خارج المسيح فهو لن يعرف أن يجدها فيعيش في ضياع لا يعرف مكان تواجدها.
إذا كنا سنذهب لنحتفل بيوم الشعانين متهللين كالأغلبية فرحين بملابسنا وأطعمتنا ومقابلتنا الكثير من الناس ناسين أن نفرح بحضور المسيح فينا أو مبتعدين عن كل ما يغذينا روحياً من ممارسة لأسرار الكنيسة أو أعمال خيرية أو متغربين عن التوبة والتواضع الحقيقيين فإننا نكون قد ضللنا الطريق ونكون بذلك، دون أن نعلم أو نريد، قد صرخنا مقدَّمَاً “اصلبه”.
إخوتي، وكنتيجة وخلاصة، إذا كنا من هذه الأغلبية التي تصرخ حاملة سعف النخل متهللة بالمسيح دون أن تعرفه في حياتها أنه الإله الحقيقي نكون قد ضلَلنا، لأن المسيح لا يبحث عن أشخاص ليصفقوا ويهللوا بل عن قلوب متهللة بالحضور الإلهي، يبحث عن الأشخاص الذين يتبعونه بإرادتهم في لحظات الألم والفرح، عن الذين سيموتون بموته فيتذوقون فرح قيامته، عن هؤلاء الذين سيصرخون مع القديس بطرس: “يا رب إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك” (يو68:60).

أوصنّا في الأعالي مباركٌ الآتي باسم الرب
الضلاله الكبير ان ناتي الى الكنيسه ولكن لا نعرف احد لماذا هذا العيد !!!!!!!!
كل عام وانت بخير ابونا
ربنا يكون معك
الله معكِ أخت سهام
منذ أربع سنوات تقريباً جئت إلى اليونان للدراسة، قبل ذلك كنت في اللاذقية كاهناً وعندها كنت استهجن اسلوب بعض النساء في ملاحظة كل من حولهم، والذين كانوا يستطيعون ببساطة أن يعرفوا الأشخاص بتفاصيل حياتهم. استهجنت ذلك بحده ومازلت
لكن عندما أتيت إلى أوربا ولاحظت الغربة بين الناس في الرعايا والأغلبية لا تعرف بعضها، وكل انسان يعيش حياته بدون ملاحظة أو تدخل الآخرين فيها، وهذا جميل جداً، إلا أنه يخلق شرخاً بين أبناء الرعية وفي جسد المسيح
ومن جهة ثانية، وهو تسائل عندي، إذا كنت أنا من يدخل الكنيسة وبدخولي أشعر نفسي غريباً أليس أسواء من أن يعرفوا عنا ويتحدثوا؟
أنا أرى الحالتين سيئتين، والتوازن شيء مهم جداً
ففي أي رعية إذا أردت أن لا تكون غريباً عليك أن تكون المبادر في التعرف على الكاهن وأبناء الرعية وتساعدهم في أعمالهم الكنيسة عندها تكون قد كسرت الغربة بينك وبين الكنيسة، لا أن تنظر الكاهن أن يزورك في البيت حتى لا تشعر أن غريباً، ولا أن تنتظر الكاهن أن يطلب منك مساعدة في شيء بل أن تتوجه إليه وتعرض مواهبك
الغربة موت، وكم نحن غرباء عن المسيح؟؟؟
كل سنة وأنتم بخير
جورج استفان
شعنينه مباركة أبونا العزيز
وشكرا”على هذا الموضوع الهام ،للأسف هذا هو الواقع الأليم الذي نعيشه نحن المسيحيين الذي فيه لا يعرف الأغلبيه عن دينه إلا القليل وعن المسيح معرفة سطحيه غير متجهين إلى العمق .
نحتاج كلّنا إلى قراءة الكتاب المقدس هذا الكتاب الثمين الذي يجمع كل الحقائق التي خلقنا من أجلها ,وللأهل دور ها م جدّا”في هذا الموضوع في تشجيع الأبناء على القراءه ابتداءا” من ذواتهم ،وعندها ستعمل النعمه جيدا”في حياتهم ويتخلوا عن ثوبهم العتيق ثوب السطحية المتحضرة في الظاهر و المتخلفة جدّا”في الباطن ويعلموا ماذا تعني الكنيسة وأعياد الكنيسة وتعاليمها السامية .
شعنينة مباركة ابونا سلوان
دخل ربنا يسوع الى اورشليم كمقدمة لدخوله لاورشليم العظمى الملكوت السماوي , وهذا الدخول في الكنيسة للاسف نعتبره نحن المسييحين ليس الامجرد تاريخ حدث صار فنعيشه بسطحية تامة
ابونا مشكلتنا تتجلى في فهم المسيحية انه مجرد طقوس ليس الا فنشعر احيانا بالبرودة بالتعامل معها
فالكاهن يصبح امامنا كاته يؤدي دورا اعتدنا رؤيته بكل متكرر مع العلم ان الله ليس لديه زمن
ابونا علمنا طريفة الاستمتاع بالصلوات فلا نشعر ياننا نحضر مسرحية مكررة بل حدث ايماني حقيقي
والله معك
الله ينعاد عليكم جميعاً
هناك نقطتين أولاً حضور صلاة السحر هو الذي يميز عيد عن آخر أما القداس الإلهي فهو متشابه مع بعض التغيرات الطفيفة فيجب حضور صلاة السحر حتى نعيش العيد حقيقة
ثانياً أن نعتمد مبدأ عند دخولنا الكنيسة وهو أن ننسى كل من في الكنيسة من حولنا حتى الكاهن ونضع أنفسنا بأننا نتكلم مع الله الحاضر معنا بواسطة الصلوات والتراتيل عندها نشعر أننا فعلاً صلينا ولم يهمنا ما يجري من حولنا
صلواتك
شو هي العلاقة الروحية واللاهوتية بين احد الشعانين وسبت لعازر كمقدمة لقيامة الرب
الله معك ريم عفواً على التأخير
شكراً للأخ زياد على رأيه
يمكن الحديث عن العلاقة الليتورجية بينهما لأنهما كانا مرتبطين ويعيدان بيوم واحد وهذا نعرفه من عظة أسقف بصرى تيطس بعنوان “الشعانين” حيث يذكر فيها ألعيدين معاً في يوم واحد وتوفي الأسقف في 378م بالتالي كان العيدان معروفان بيوم واحد على ألأقل حتى القرن الرابع، والدليل أنهما عيد واحد كون لهما طروبارية واحد: “أيها المسيح الإله لما أقمت لعازر منب ين الأموات…” وكما هو معروف أن الصوم الأربعيني ينتهي بيوم الجمعة قبل الشعانين فبقي يوم السبت فارغ بين الصوم الأربعيني والإسبوع العظيم لذلك تم نقل يوم إقامة لعازر ليوم السبت.
تعتبر إقامة التي تسبق قيامة المسيح دليل على أن المعطي الحياة هو نفسه الذي سيموت ويقوم في اليوم الثالث، أما عيد الشعانين فهو دخول السيد إلى أورشليم وهي تدل إلى دخوله الطوعي إلى الآلام فهو يعرف مسبقاً ما سيحدث له من آلالام وموت وقيامة فذهب إليها بحريته، وبهذا أشار للهيود أيضاً أن الذي استقبلتموه كملك هو نفسه الذي صلبتموه وهو نفسه سيقوم.
الله معك اختي ريم
اعجبني سؤالك اعتقد ان الاجابة ان المسيح قد اجرى قيامة لعازر وبعدها احد الشعانين كمقدمة للقيامة العامة في المجىء الثاني حيث اقام لعازر ليؤكد انه الرب محي الاموات وان الاموات بعد مجيئه الثاني ستفوم بنفس الطريقةوبعدها سيدخل الى الملكوت السماوي بنفس الطريقة التي دخل بها الى اورشليم الارضية حوله المؤمنين يهتفون اوصنا في الاعالي
فالمسيح اراد ان يرينا الوهيته بطريقة نستطيع استيعابها كمقدمة للدخول النهائي
واترك الاجابة الصحيحة لابونا سلوان
والله معكم
واريد ان اضيف تعليقا” بسيطا” ان يسوع لما بكى على ليعازر ليس لانه فقط حبيبه فقط بل هو قد بكى على البشرية كلها متمثلة بليعازر
واراد ان يقول اين انت ياخليقتي لم اخلقكم حتى تفنوا وتموتوا لما جلبتم الفناء لكم انا اريد ان تشاركوني ملكوتي لما جلبتم الموت لكم
قوم يلعازر فانا ساموت واقوم بعدك حتى اعطيكم الحياة لا الفناء فنعالو الي يااحبائي وخذوا ملكوتي
الله معكم
انا معك ابونا (الغربة موت)يمكن انت ذقت طعم الغربة وقت كنت باليونان.
انا كمان ذقت طعم الغربة لاني عايشة بغربة بالوقت الحاضر لعدة اسباب :
اللغة-ثقافة البلد-اختلاف طبيعة الحياة…..الخ وكيف تغلبنا على الصعوبات درسنا لغة البلد
وحاولنا نتعلم جزء من ثقافتهم وتاقلمنا مع طبيعة الحياة.
انا بالنسبة لي الكتاب المقدس هو لغة الله لدخول ملكوته السماوي لذلك يجب دراسته وبعمق وفهمه ذلك بمساعدة الكهنة لشرحه لنا (مع العلم لايتوفر العدد الكافي من اللاهوتيين الكفئ)لكل الناس ولكن لاشيء مستحيل.
عندي اقتراح ابونا ياريت تخصص زاوية على المدونة كل اسبوع يكون فيها اصحاح من الكتاب المقدس مع شرح له يمكن بساعدنا لنفهم اكتر؟حتى لا نكون غرباء عن المسيح.
انا معكم تماما بكل ارائكم ….صلواتكم وينعاد عليكم بالخير
الله معك
شكرا لمشاركتك
في كنيستنا لا نخفي أهمية الكتاب المقدس ولكنه لا يدخلنا لملكوت السموات بل يساعدنا على دخوله.