الرؤى المختلفة
22 يوليو 2010 | كتبه المطران سلوان
أعطي للإنسان نعمة من الله بأن تكون شخصية كل فرد منه مميزة ومختلفة عن الآخر، وهذه الميزة تجعله مختلفاً عن أخوته البشر، وتضاف فوق هذه الميزة، الممنوحة من الله، ميزات أخرى، مختلفة أيضاً، مرتبطة بالبيئة التي يتربى ويكبر فيها وبالخبرة الحياتية التي يكتسبها في الحياة من عملٍ ودراسةٍ.
الميزات مع بعضها تشكل تنوع مختلف مفيد في التكامل لأن الحياة ليست ضيقة ضمن ميزة أو صفة أو خاصية أو مجموعة واحدة، الذي يفهم التميز بأنه خاصية اختلاف مع الآخر يجب أن تنتفي حتى يبقى هو يكون قد أخطأ في فهم الحياة وحاجة كل واحد منا للآخر كي تكون الحياة أفضل.
يحدث تنافس بين مجموعة أشخاص يملكون ميزات متقاربة أو يعملون ضمن شركة إنتاجها واحد، لكن هذا لا يمكن تطبيقه على الكنيسة لأننا لسنا شركة تجارية تتنافس في الإنتاج مع شركة أخرى ووجب منافستها بشتى الطرق والأساليب، في الكنيسة نتنافس بالمحبة فيها أضع يدي بيد الآخر لنكون جميعاً باختلافنا أبناء لله يحمل كل واحد صليب مختلف عن صليب الآخر مصدره الله ونكمّل الجسد الواحد بأعضاء مختلفة.
الحديث عن عمل لإكليريكي خاص خارج عن سر الكهنوت يتميز عن عمل العلماني هو حديث معيب، لأننا نعمل وفق المواهب وذلك حسب الكتاب المقدس، التمييز يقوم على أساس الموهبة في العمل، وطبعاً المواهب مختلفة التي تتكامل لتحقق معاً هدفاً واحداً مطابقاً لهدف الله لنا في هذه الحياة أي الخلاص.
أعطي للكاهن سر الكهنوت كي يكهن في خدمة الله وشعبه، وأعطي للعلماني المؤمن أن يكون مسيحياً كي يكمل مع الكاهن خدمة جسد المسيح، أما الهدف فهو واحد أي أن يكون جسد المسيح، الكنيسة، مستعداً بأعضائه للمجيء الثاني والدينونة، نقياً بلا عيب، بالتالي هل يعقل الحديث عن خصوصية في العمل لكل منهما وفق كاهن أم علماني؟ طبعاً العمل يجب أن يتوافق والمواهب المعطاة من الله لخدمة الكنيسة لا حسب صفته.
لنفترض شاب ما من العلمانيين الغيورين جداً على التعليم في الكنيسة وعضوا في مدارس الأحد أو حركة الشبيبة الأرثوذكسية قرر في وقت ما أن يخدم ككاهن فتم ذلك، هل يجب أن يتوقف عن تعليم الشباب أو عن الاحتكاك مع مدارس الأحد لأنه أصبح كاهن؟؟ هذا معيب!!!!
طبعاً يجب أن لا يكون الكاهن مسيطر أو يسعى لإلغاء كل من حوله حتى يبقي شخصه مركز كل شيء، هذا خطأ لا بل انحراف عن روح الكنيسة والخطأ ليس من الكهنوت بل من شخص الكاهن فيجب معالجة الشخص وليس الصفة، وبالمقابل هل من المعقول أن يتحدث العلماني عن حقه في امتلاك التعليم وأنه ليس من عمل الكاهن؟؟ هذا معيب!! والخطأ ليس في مواهبية العلماني بل من شخصه.
إذا كان الخلاف بين أشخاص، كهنة أو علمانيين، فيجب معالجة الأشخاص دون إضفاء مشكلة الشخص على الجماعة المنتمي لها، فالتالي يجب الحديث بتجرد عن الصفة، كاهن أم علماني، بل أن يتم الحديث عن الشخص الذي سمح لضعفه ووجهات نظره أن تسيّره دون الاهتمام بخير الكنيسة.
المعضلة الكبيرة في هذا الموضوع هو ظن البعض أن رأيهم وأسلوبهم هو الأفضل لخير الكنيسة وحتى يعملون بآرائهم يجب أن يلغوا الأخر، خوفاً على مصلحة الكنيسة، طبعاً تصوروا أن يكون الجسد ناقص عضواً أو أكثر لأن عضواً آخر يرى أنه من خير الجسد أن لا يوجد، هذا في قمة الأنانية وانعدام في المحبة وتغيير في أسلوب العمل الكنسي المعتمد على مواهبية أعضائها لا على أشخاصها.
طاولة الحوار بتواضع ومحبة وتوحيد الرؤى في الخلاص مع اعتماد أساليب الكل في العمل لتحقيق الهدف وعدم فقده، أي كنيسة لا عيب فيها، هو المطلوب.

شكرا ابونا على تسليطك الضوء على هالموضوع المهم
بالفعل لازم يفهم الكهنه والعلمانين انوا نحنه جسد واحد وهالجسد مابيشتغل وبيعمل صح الا اذا كان ااعضاؤا عم يشتغلوا بشكل جيد وبآن واحد معا
ونقطه التكامل بين الكهمه والعلمانين في تكميل عمل الرب ونشر البشاره قضيه هامه جدا في العمل المسيحي الكنسي ويجب ان نكرس هذا الامر على امر الواقع من خلال نشر هذه الثقافه
نحنه كمجتمع مسيحي لازم نتمثل بالدائره يلي الا مركز واحد هوي يسوع المسيح والكل ماسكين فيا ايدين بعض ومافيا تقابل بالاوجه بل الكل نظرالجميع موجه نحو رب المجد
صلواتك ابونا
موضوعك رهيب يا ابونا
وبتشكرك كتير لأنك فتحت هيك موضوع ما حدا تجرأ يحكي فيه من قبل لأنو كل واحد فينا خايف على حاله وعلى الكرسي الخاص فيه يضيع منه او حدا ياخذ مكانه.. ونسينا كلنا أنو نحن كهنة وعلمانيين أعضاء بالجسد الواحد جسد الرب يسوع يلي عم نرجع نصلبه كل يوم بمشاكلنا مع بعض ضمن جسده(الكنيسة)
شكرا مرة ثانية يا أبونا وبتمنى تذكر جميع العاملين بالكنائس كهنة وعلمانيين بصلاتك
بالتأكيد لا يجب الفصل بين الكاهن والمعلّم ( والفنان الكنسي ) على مستوى الأشخاص، فقد يكون الكاهن مثلاً على علم لاهوتي واسع وموهوب بالتعليم وبالتأكيد لا يجوز أن يفكر احد في منع الكاهن من القيام بالتعليم، وكما قلتم أبونا، هذا معيب.
لكن من جهة أخرى لا أعرف إن كنت توافقني أبونا في ضروة الفصل الإداري، بين عمل الإكليروس، وبين عمل التعليم، وأيضاً بين الفنون الكنسية على اختلاف أنواعها، أي بمعنى أن الإدارة الكنسية التي ترعى جانب الفكر اللاهوتي ونشر االتعليم المسيحي الأرثوذكسي يجب أن تكون مستقلة في عملها عن مؤسسة الإكليروس الخاص، حتى لا تتحول السلطة الشرعية للإكليروس إلى سلطة على الفكر، وهذا يجب أن ينطبق برأيي أيضاً على الفنون الكنسية التي للأسف ليس لها أي إدارة رسمية ترعاها في الكنيسة الإنطاكية، ويجب أن تكون لها إدارة مستقلة عن مؤسسة الإكليروس، وعن مؤسسة التعليم، لأن الفن إبداع ينتج هن إحساس داخلي للفنان المسيحي مقاد بالروح ولا يجب أن يخضع خضوعاً مباشراً للسلطة أو للفكر.
اذكرني في صلواتك
الله معكم
شكرا ميشيل
هذه الثقافة، أعتقد، هي موجودة عند الكل ولكن الكثير يفهموها على حسب أهوائهم وبالتالي تنحرف عن طريقها الصحيح. ما رأيك؟
أخت ماريا
أهلا بك صديقة للمنارة
التسلط على الكرسي أمر غير بناء لجسد الكنيسة
أخ رامي
أنا معك في أن موهبة الكاهن في التعليم هي الأهم في الكنيسة ولكن هل كل الكهنة عندهم هذه الموهبة؟؟
الكهنوت يجب أن لا يقيم سلطة على الفكر بل أن يراقب الفكر حتى لا يحيد عن الأرثوذكسية.
مثلاً في موضوع الفن الكنسي، لعله يوجد مهندسون يعرفون بالبناء أكثر من الكاهن ولكن هل يعرفون بالبناء التقليدي للكنيسة وقوانين بنائها أو لاهوت بناءها؟؟ اذا لا فيجب على الكاهن أن يصحح عملهم إن خرج عن لاهوت بناء الكنائس الأرثوذكسية، وإلا ستصبح، في حال عدم المعرفة، صالونات
الإكليروس ليسوا بمؤسسة بل خدام الشعب في الصلاة أمام الله
الله معك أبونا
إذا كان الكاهن يرى أن فكراً ما أو تعليماً ما خاطئ ( ولا أقصد هنا ما يخرج صراحة عن التحديدات العقائدية ) وكان لهذا الكاهن موهبة الفكر والتعليم فليناقش هذا الفكر ويبين بالتحليل المنطقي واستناداً إلى الأسس المتعارف عليها في الأورثوذكسية أن هذا التعليم خاطئ، ولكن أن يكون لكاهن سلطة مباشرة على الفكر وعلى التعليم فهنا يوجد خطر آخر، خطر الديكتاتورية على الفكر، فماذا لو أن الكاهن كان مخطئاً؟ ( وليس لدينا في الأرثوذكسية فكرة عصمة الكاهن )، ألا تؤدي سلطته على الفكر إلى فرض اتجاهات خاطئة في الكنيسة؟
بالنسبة للفن الكنسي فأعتقد أننا متفقون أنه يجب أن يقوم به فنان كنسي، أي بتعبير دقيق فنان يتحرك بالروح القدس ومن الخطأ أن نجلب أي مهندس لبناء كنيسة، مثلاً هل يمكن أن نجلب رسام غير كنسي ونطلب منه رسم أيقونة؟ حتى لو وضعنا له الإرشادات والتعليمات اللازمة فسيكون عمله خالياً من الروح وخالياً من الصدق، وهذا ينعكس على الترتيل والتلحين وكل شيء آخر، الفنان الكنسي هو فنان أولاً مطلع على مبادئ الفن الكنسي، وثانياً إنسان يتحرك بعمله بالروح، ولو كان سيخضع فقط لتعليمات جاهزة فإن فنه لا يمكن أن يدعى فناً لأن الفن الحقيقي ينشأ من إحساس داخلي عميق يحركه الروح، وسوى ذلك لا يكون مؤثّراً.
صلواتك أبونا
الله معكم
أخ رامي
أنا اوافقك الرأي في كل شيء تحدثت عنه، وأشدد أننا يجب أن نقبل الكاهن مراقب للفكر حتى لا يحرف الفكر عن الأرثوذكسية، ولكن يجب أن لا يكون مسيطراً عليه.
أخ ميشيل
كلامك سليم ولكن ما رأيك أن البعض يحاورن ولكن بالنتيجة يطبقون أرائهم؟
اابونا انا قصدت بنشر هالثقافه انوا تطبق حياتيا على ارض الواقع لانوا بعتقد وهيدا راي شخصي انوا في توجه مناهض لما يسمى التسلط الاكليريكي بالكنيسه ومطالبه اكبر بفتح المجال امام العلمانين للعب دور اكبر بالعمل الكنسي واكيد هالتوجه مرفوض مسيحيا وكنسيا والحل الوحيد هوي بفتح حوارات شفافه بين الطرفين وان تكون المحبه بالاساس هي الجامع المشترك لاي عمل فنحن جميعا لانعمل لمجد شخصي بل لنشر كلمه المسيح من خلال عمل الروح القدس فينا واذا انطلقنا من هذا الاساس فكلنا كهنه وكلنا علمانين
صلواتك ابونا
الله معك اونا
عندما نتكلم عن خصوصية العمل في الكنيسة نجد اننا واقعون في مشكلة اخطر وهي تعريف الكنيسة وماهي ماهيتهاهل هي
كاهن يؤدي دورا مسرحيا كل يوم احد وجمعة
واناس جالسون على المفاعد
يتفرجون على المشاهد ويجلسون ويقعدون بشكل
اتومتيكي
ان لم يشعر المسيحي بانه فاعل بالكنيسة بالجماعة فانه لن يعرف دوره في الاساس المعضلة اننا اوكلنا كل شي للكاهن واصبحنا نحن الذي نلعب دور المراقب لتصرفاته وليس كما ذكر قبلي انو هو يراقب تصرفاتناواريد ان انوه لنقطة هامة ان هناك اشخاص يتنافسون في الكنيسة على شغل مناصب باعتقادي انها لاتنفع بخلاصهم ويختلفون عليهاوكانهم سيربحون منها كل شي وهي منصب وكالة الكنيسة ومن سيجمع المال في الصواني ومن سيستلم صالة الكنيسة ويتحكم بها في الحفلات
والاجتماعات عندما نصل الى هكذا امر هو فصل الادوار وعدم الشعور بانتمائنا اليها لن نستطيع ان نعرف ماههو دوري فيالكنيسة وفي الجماعة المؤمنة
وسنصبح نستقثمر مواهبنا فالقشور ونترك الجوهر وهو المسسيح
والرب معكم