رؤية الله
7 سبتمبر 2011 | كتبه المطران سلوان
كيف يستطيع الإنسان المعاصر بكل جوانب حياته المبعثرة أن يؤمن بأن الله أصبح إنسان وولد من امرأة عذراء؟ كيف يستطيع أن يؤمن بديانة تقوم على الإيمان بيسوع المسيح الإله الإنسان المولود من امرأة عذراء وهو لم يره بعينيه ولم يحيا معه؟
الجواب
سيكون الإيمان صعب بواسطة العقل البشري والقوى الإنسانية، لكن بنعمة وقوة الله يصبح ممكن الفهم والعيش. والسؤال عن كيفية الإيمان بيسوع ونحن لم نعش معه سؤال محق. توما الذي كان رسولاً للمسيح قال: “إن لم أبصر … لا أؤمن”. إذاً كيف يمكننا رؤية الله؟ يأتي الجواب من المسيح عندما قال بأن الذين لديهم قلوب طاهرة ونقية يستطيعون معاينة الله: “طوبى لأنقياء القلوب فإنهم لله يعاينون”.
بالتالي العضو الجسدي الذي يستطيع رؤية الله حقيقة هو القلب، فإذا نقيناه من الأهواء والخطيئة سنعاين الله لا شك، ونستطيع تنقية قلبنا إذا تبنا وتواضعنا، ويتحقق ذلك عندما نفعل كما فعل الأب عندما ذهب للسيد وسجد له: “تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا يا سيد ارحم ابني” أي ارحم ابني المريض. نحن لدينا أمراض روحية فذهننا أعمى وقلبنا مريض وروحنا مبعثرة فماذا نفعل؟ هل نسرع للسيد جاثين أمامه وقائلين: “يا يسوع المسيح ارحمني” ارحم نفسي وقلبي وذهني الذين لا يرونك ولا يشعرون بوجودك ولا يؤمنون. إن فعلنا هذا بتواضع فنعمة الله ستحضر لتشفينا، وسنرى أنفسنا قائمين من الخطيئة، وسنفهم ليس فقط قيامة المسيح من بين الأموات بل وقيامتنا، وسنرى ولادة المسيح ليس فقط في بيت لحم بل في قلوبنا، وسنرى ليس فقط العجائب التي قام بها المسيح والمذكورة في الكتاب المقدس بل عجائب كل يوم في حياتنا الخاصة، ولن يبقى الله موجوداً في السماء لكن في قلوبنا لنبقى معه دائماً ليكون الحقيقة التي نعيش.
عندها ماذا يبقى أن نفعل؟ أن نذهب للمسيح بتواضع ولنعترف بكل ما يجري معنا وبوضعنا الحقيقي. ولكن أين نجد المسيح؟ نجده في الكنيسة في الأسرار المقدسة. ففي الاعتراف بخطايانا سيكون الشفاء من الأمراض ونزع الغشاوة عن أعيننا كي نرى بوضوح النور الحقيقي أي المسيح حاضراً في حياتنا.

لاب الموقر …الاخوة و الاخوات فى المسيح يسوع
سلام الرب يسوع المسيح…(متى 8:5)ظوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الرب …..الولادة الثانية من الماء و الروح ندعى ابناء الله …وبالروح الذى فينا نعاين الله…نعين الله بالروح القدوس الساكن فينا….
نعاين الله فى القداسات كشاة (حمل )تساق الى الذبع على المذبح (جعل نفسه ذبيحة اثم)
تعاين الله بل و نلمسه من خلال الاسرار المقدسة اثناء التناول
جاء فى الكتاب المقدس (يو18:1)الله لم يره احد ..ومع ذلك فا الانسان يرى الله بالعقل ..اذ يدرك بعقله انه لايد للوجود من خالق وهو العلة الاولى …..جقا ان الله لايرى ولكن العقل يقود الانسان الى ان هناك الله قيؤمن به و هذا هو معنى ما قاله القديس اوغسطينوس “العقل يسبق الايمان” و فى رسالة بولس الى العيرانيين (11:1)و اما الايمان فهو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لاترى
ذكر الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا عن القديس يوحنا الحبيب انه اختطف بالروح فرأى الرب
لذلك المقصود برؤية الله ليست رؤية العين الجسدية بشىء منظور و لكنها رؤيا بالعقل و الروح و المشاعر و يشترط لوؤية الله القداسة
(عب14:12)بدون القداسة لن يستطيع احد ان يرى الله
و المقصود برؤية الله …معرفة صفاته و اعماله وفهم حكمته و محبته الغير محدودةلنا …….الله لااحد يستطيع ان يراه لانه ليس له جسم و الله غير محدود …الله روح …روح مطلق …جوهر الله غير محدود
ولكننا رأينا المسيح يسوع ..كلمة الله المتجسدهو صورة الله
الغير منظور وقد قال من رأنى فقد رأى الاب ..لانى فى الاب و الاب فى …انا و الاب واحد
المقصود ايضا برؤية الله (كولوسى 2-3:2)لكى تتعزى قلوبهم مقترنةفى المحبة لكل غنى بعين الفهم لمعرفة سر الله الاب و المسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم
اسف للاطالة و للموضوع بقية
الله معك أبونا،
اخوتي قراء المنارة،
أعتقد أن رؤية الله تكمن من خلال:
1-عبر جسد ودم المسيح وعبر الأسرار المقدسة.
2-إذا نظرنا إلى الكون واستطعنا رؤية عمل الله فيه من جمال ودقة فسوف نسبحه لما خلق على صورته ومثاله. فنعرف من خلال خلقه أنه محب وكريم ، …
3-الله يكمن في انقياء القلوب و المتواضعين والبسطاء. مثلاً، يأتي محتاج يطلب منك طعام ليطعم ولده. من جهتي أرى أن هذا المحتاج يحتاج إلى عطاء كبير من طعام ومحبة وتواضع. فإذا قدمنا هذا نكون قد افرحنا المسيح الساكن في قلب المحتاج ومن خلال هذا الفرح نكون قد رأينا المسيح.
صلواتكم