17 سبتمبر 2011 | كتبه سلوان

مرات كثيرة اشعر بدوار من كثرة التفكير وكأن الأرض تدور من حولي متسائلاً وباستمرار ماذا فعلت من خطأ؟ وماذا أفعل الآن من خطأ؟ وما يمكن أن أفعل مستقبلاً؟. مراقبة الذات أمر لا يمكن الاستغناء عنه للتقدم في الحياة الروحية لكن يجب الانتباه أن لا يتحول إلى أسلوب لإذلال الذات.
تعبت من مراقبة نفسي لأتحدث عن سلبياتي التي ليس لها علاقة بالخطيئة (كأن أقول: أنا لا أعرف هذا الأمر، أو لا أحسن التصرف في هذا الموقف، أنا فاشل في عملي…)، وتعديت ذلك لأبحث عن سلبيات الآخرين، وذلك بسبب التعود على هذا النمط من أسلوب الحياة، تعبت من البحث عن السلبيات وعدم البحث عن صورة الله فيَّ أو في الآخر، تعبت أن أرى نفسي ملتحفة بالسواد لأنني لا أرى فيها سوى ما هو ميت.
لكن ما الحل؟ علي أن أنفض عني هذه الأفكار السوداوية الغير البناءة، فما دمت لا أرى صورة الله فيَّ فلأبحث عنها، بدايةً، في الآخر وبهذه الطريقة أستطيع التقدّم والتحسّن في رؤية الأمور بشكل أنقى وبايجابية، أريد نفسي أن تتطور وروحي أن تنطلق نحو السماء لتكون واحدةً مع الله، أن أقوم بثورتي، ليس بالمعنى السلبي للكلمة المنتشر حالياً، لكن بالمعنى الإيجابي، لأن المسيح هو الثورة الحقيقية التي تسبب التغيير والحرية الحقيقية، هذه الانطلاقة والثورة تحتاج إلى نظرة واقعية للحياة بما فيها من سلبيات وايجابيات ومحاولة لعيش الايجابيات بفرح وتحسين السلبيات عندها يقف الإنسان أمام واقع حياته بشكل كامل ليواجهه وناقلاً إياه من اليأس إلى الفرح والرجاء.
تصنيفات: روحية, مقالات | 8 تعليقات » | طباعة
إخترنا لكم مواضيع مرتبطة:
إخترنا لكم مواضيع عشوائية:
مسا الخير أبونا :
أحببت المقالة وهي عميقة وغنية .
أن أنفض عني الأفكار السوداوية ,هو فعل صعب جدا” يتطلب إيمان و شجاعة وقوة ,ولكن برأيي هذه الخطوة مهمة جدا”لرؤية صورة الله قينا وبالأخر ,ومن لاينفض هذه الأفكار سيبقى تعب إلى الأبد .
مرحبا أبتي:
شكرا على هذه الكلمات الجميلة.
“أريد نفسي أن تتطور و روحي أن تنطلق نحو السماء لتكون واحدة مع الله”
حلاوة و عذوبة المقالات أبتي انك تشخص المرض وتعطي الدواء.
آن الأوان لهذه النفس المكبلة والروح المقيدة لأن تنطلق….
“أن أقوم بثورة”….ثورة على الذات
صلواتك
صباح الخير ابونا
الله يعطيك العافية على الموضوع الرائع و الكلمات العذبة الرقيقة
اذكرني بصلواتك يا ابونا
انا بحاجة كتير ليكون الرب معي بها الاوقات
الله معك أبونا،
موضوع أكثر من رائع. لدي كثير من التساؤلات لكن أبدأ بطلب تفسير ما كتب قدسكم عن :”… لكن يجب الانتباه أن لا يتحول إلى أسلوب لإذلال الذات”.
كيف؟ لم لا؟لا ما النتيجة من ذلك؟
لأي درجة يمكن للإنسان أن يكون موضعي خلال “عرض” خطاياه؟ ألشعور الأسوأ أبتي هو أن تكون على علم ويقين أن ما تفعله خطأ وتعرف بنفس القوة والوضوح أنك سوف تفعل هذا الخطأ مجدداً لأنك ضعيف! فكيف تكون طريقة “أنفض عني هذه الأفكار السوداوية الغير البناءة” مادمت عارفٌ أني سأقع مجدداً؟
أعرف أن التجربة موجودة وأعرف مدى أهمية وجود الأب الروحي في هذه المرحلة وكم فعالة هي الصلاة…لكن طبيعتي البشرية تغلب أحيانا (للأسف) فألجأ إلى حل…
عفواً للافكار المبعثرة،
صلواتكم.
الأب المحترم الصادق نشكرك على أفكارك التي تسمح لنا بمشاركتك إياها عبر مقالاتك البناءة..
أبونا.. حتى أبحث عن صورة الله الحقيقية أعتقد أنه يجب أن أنظر إلى الله مباشرة ولا أدير ظهري له تماما كمن يدير ظهره للشمس عند شروقها وغروبها فلا يرى سوى ظله العظيم بينما الذي ينظر إليها مباشرة فلن يرى سوى نور الشمس ولا يعود يرى نفسه, وإذ ننظر إلى الله كشمس البر لا نعود نرى أنفسنا بل نراه وحده وهكذا نقف أمام واقع حياتنا بشكل كامل
سلام المسيح ..شكرا يا ابى على هذا الموضوع…استأذنك القول فى التأمل فى الموضوع
الانسان فى حياته اما ان يحيا حياة جسدية او يحيا الحياة الروحية و عندها يصبح الانسان انسان روحى ويقول القديس بولس (غل27:3) انتم الذين اعتمدتم للمسيح ..المسيح قد لبستم……..من هو الانسان الروحى:
1- يجعل الله الاول فى كل اهتمامته…(اش(13:22)انا هو الاول و الاخر
2- يجعل الله اولا فى الطاعة .(اع29:5) ينبغى ان يطاع الله اكثر من الناس
3- هو الذى يخرج من دائرة الذات لكى يهتم يالاخرين4- ليس فقط يجعل الله أولا بل تكون علاقته بالله هى كل شىء فى حياته..(لا آخيا لا انا بي لبمسيح يحيا فى
5- من صفات الانسان الروحى ..العمق …(مز130) من الاعماق صرخت اليك يا رب ..يا رب استمع صوتى
6- ايضا عمق العطاء فى كل شىء
7- ايصا العمق فى الكرازة ..العمق فى الخدمة ..العمق فى العبادة ..العمق فى التوبة ..العمق فى الايمان …….السيد المسيح فى كلامه التلاميذ يقول ادخلوا فى العمق و ارموا شباككم
8- ان يكون قلبه مع الله…(ام26:23)يا ابنى اعطنى قلبك و لتلاحظ عيناك طرقى ….(مت 8:5)طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله
الله معكم
شكرا جميعاً على هذه التعليقات الجميلة التي أغنت الموضوع المطروح بشكل أوسع
أخ بيار
هناك لعبة يقوم بها الشيطان في حربه ضد الإنسان فيحاول اغرائه للوقوع في الخطيئة ويزيد عليه الحرب ويمكن أن يقع هذا الإنسان بالخطأ فيفرح الشيطان بذلك لكنه لا يكتفي بذلك بل يتابع بتأنيب ضمير وخصوصاً ابن الكنيسة فيقوم بتوبيخ ذاته، بيتحريض من الشيطان، على الخطيئة للوصول إلى اليأس من الجهاد الروحي ومن الخلاص بيسوع المسيح. هنا من المهم أن ينتبه الإنسان أن لا يزيد من توبيخ ذاته وإذلالها لأن هذا يودي إلى اليأس من الخلاص. لكن عليه قبول الأمر بأنه إنسان ضعيف كان عليه أن يجاهد أكثر وليدرس ظروف الخطيئة التي وقع بها كي يتعلم أن لا يقع ثانية بها فيكون تفكيره بناءاًَ، وليعود إلى أب روحي معترفاً وبصراحة على كل التفاصيل كي يتساعدان لتخطي هذا الهوى.
المهم أن لا ييأس الإنسان من متابعة المحاولة ومن الجهاد ضد الخطيئة أنا أنصح أن تنفض عنك فكرة أنك ستقع بالخطيئة مرة ثانية ولو وقعت فيها فقل: أنا إنسان ولست ملاك فيا رب أعني. المهم أن نبقى في حالة جهاد مستمر ضد الخطيئة وأن لا نستسلم لها مفترضين مسبقاً أننا سنقع فيها.
ما رايكم
أبتي العزيز،
لا أدري أين أبدأ أو بالأحرى ماذا أقول! قد صورت بجوابك تصويراً دقيقاً لحالتي وأرحت بذلك نفسي كثيراً من وجعي. اسمح لي بالقول أن ثمار مشاركتي بال”منارة” قد حصد. ممكن للجميع أن يكون هذا جلياً لكن لم يكون لي خاصةً بهذا الوضوح! إنه لأمر معزي و مقوي لمواصلة الجهاد الروحي.
شكراً جداً جزيلاً أبونا،
صلواتك