التملّق، المجاملة، اللطافة
21 يونيو 2012 | كتبه المطران سلوان
ثلاثة طرق يستخدمها الإنسان في تعامله البشري مع أخيه الإنسان أينما كان في البيت في العمل واللقاءات الاجتماعية والصداقة والمدرسة والأقارب…. ممكن أن تكون بتملّق أو بمجاملة أو بلطافة، ولكن ما الفرق بينهم؟
التملق أسلوب يستعمله الإنسان حتى يجامل الناس بطريقة كاذبة، بمعنى أنت إنسان رائع و… أي يستعمل أسلوب خارج عن الطريقة الطبيعية في تعامل البشر مع بعضهم حتى لو انه لا يعرف الآخر إلا أنه يتحدث عنه بشكل خارق وكبير، إذا المتملق يتحدث الكلام الحسن أمام الآخرين بطريقة كاذبة. المتملق بالعموم لا يهمه الآخر بل يهمه صورته بعين الآخر حتى يصل بالآخر أن يُحب وجوده، أي هدفه أن يحبه الآخر ولو بطريقة خارجة عن المالوف وفيها من الكذب الكثير، وبالمقابل هناك الكثير من الناس يحبون أن يتملقهم الناس لأنهم يرضون الغرور الذي في داخلهم ولو عرفوا أن من يتملقهم كاذب.
المجاملة تشابه التملق لكن بطريقة لا تحوي كذباً، وإذا حوت كذباً تصبح تملق، ولكن ما يميز المجاملة بأنها تستطيع أن تخفي بعضاً من النقاط الخاصة بالآخر ولا تأتي على ذكرها لأن الخوض فيها سيزعجه دون أن يفيده بشيء لذلك تعمد على عدم الحديث بها، بمعنى، أنا أعرف شخصاً لديها صفة ما غير جيدة، في المجاملة لا آتي على ذكرها، والحديث بها لن يفيد بل بالعكس سيجرح الآخر ويزعجه، وبالنتيجة يمكن أن تسوء علاقتي به فنصل إلى حد اختلاف بالرأي ومنه إلى الخصام لأنه لن يستطيع قبول كلامي بأي طريقة، طبعاً هذا يختلف بحسب نوعية العلاقة مع الآخر، إذا كانت قوية فيمكنني أن أتكلم بحرية ولكن بطريقة بناءة مليئة بالمحبة فيقبل كلامي براحة. الخ….
هناك ناس مقربين جداً لست مضطراً لمجاملتهم أبداً كزوج وزوجة وأخ وأخت وابن وابنة ويجب التعامل معهم ببساطة أكثر، لكن يجب الانتباه أن لا تتحول المجاملة لحالة معاكسة وهي الجفاصة (القسوة)، وهي تأتي بسبب التعود على الأشخاص فتلغي حواجز الاحترام أحياناً مما يؤذي الحياة الاجتماعية بطريقة سيئة وممكن مع الوقت يشعر كلا الزوجين أنهما ينفران من بعضهما البعض، أو مع الأبناء أو مع أي قريب.
العلاج الحقيقي للجفاصة هو اللطافة وحسن التعامل مع الآخرين بطريقة غير متملقة ولا مجاملة فيها يتحدث فيها الإنسان بما هو جميل بالآخر لأنه يعتبر أن الخير الذي فيه من الله وهو يريد الحديث بما من الله.
العصب الأساسي للإنسان اللطيف هو المحبة لشخص يسوع بالآخر فيرى فيه ابن الله المحبوب.
وجود الله في حياة الإنسان يبعده عن أي تملق أو الكذب أو
لا يرضي الله التملّق ولا المجاملة الكاذبة بل اللطافة لأن فيها نبني علاقات صحيحة في المجتمع بعيدة كل البعد عن الكذب، فيها من الصدق ما يكفي لنشر المحبة، وجود الله هذا يفرض علينا اللطافة في التعامل مع كل البشرية لأنه هناك سنجد الحب.
