خَلقْ الذكريات
28 سبتمبر 2012 | كتبه المطران سلوان
شاءت الصدف أن أعود إلى مكان، بعد طول غياب، لأجد نفسي محاطاً بذكريات جميلة وكثيرة تعود إلى أيام مضت وشعرت بالفرح أنني عشتها آنذاك. طبيعة هذه الذكريات أنها أحداث عشتها في الماضي. بدأت أتسائل: مادامت الذكريات أحداث مررت بها في حياتي هل أستطيع أن أدفع نفسي لأعيش أحداث في المستقبل ستؤول إلى ذكريات بعد فترة من الزمن؟
طبعاً نستطيع. مثلاً: إنني في حيرة من أمري بأن أذهب إلى مكان جبلي أم لا؟ فإذا قررت عدم الذهاب فلن أعيش أوقات جميلة في هذا المكان وإذا ذهبت سأعود منه بذكريات جميلة عما فعلته هناك. إذا من قرر وجود هذه الذكريات؟ أليس أنا عندما ذهبت وأمضيت وقت جميل هناك؟
إذا أردت أن تحمل ذكريات جميلة عندما تصبح عجوزاً عليك أن تبحث عن أحداث جميلة تعيشها. والأمر سيان مع أخيك الإنسان، أي تستطيع أن تخلق ذكريات جميلة معه بخلق نشاطات تشاركه بها فتؤول لذكريات جميلة في المستقبل. بالنهاية هذه هي معنى أن تعيش أي تخلق لنفسك شيء جميل تعيشه يؤول لك ذكرى جميلة في المستقبل.
هل هذا الأمر ينطبق على العيش مع الله؟ إذا حاولنا أن نطبق هذا الكلام على الله وعلاقتنا معه من حضور سهرانيات أو صلوات أو خلوات روحية أو أي مطالعة فإنه لا يفيد لأن العلاقة مع الله ليست ذكرى من الماضي بل حياة مستمرة ولن تتوقف، أي أنت عندما تقول أنا كنت أخدم بالهيكل منذ نعومة أظفاري والآن لا تذهب للكنيسة أو لا تصلي أبداً فهذه الذكرى لا تفيد بشيء ولكنك تستطيع الاستفادة منها كي تتذكر جمال العيش مع الله لتعود إليه مهما غبت، من هنا تبقى الحياة مع الله المستمرة هي الشيء الجميل، فلا نسعى لخلق ذكرى جميلة مع الله بل لنسعى خلق حياة جميلة معه لا تقف أبداً.
في العلاقة مع الله نحتاج أن نتذكّر وصاياه وكلامه هو يقول: "اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبدٌ أعظم من سيِّده" (يو20:15)، وبها نستطيع أن نحيا مع الله كل لحظة، أما من يذكّرنا بكلام الله فهو الروح القدس:
"واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14).
عيشوا ذكريات من هذه الدنيا متذكرين الله في كل شيء فتملكون الحياة وتنالون فرحاً لا يقاس.

و الذكريات الحلوة في خاطري تلتمع … فيومها عرفته لي هاديا ينور ……
ما يبقى في ذهن الإنسان هي الذكريات الحلوة ، أما الذكريات السيئة فإنساننا الداخلي يرفض تذكرها ربما لانها تعود على الشخص بالإحباط و الندم و الألم و هذه الأخيرة لا يحرضها إلا المواقف المشابهة المتكررة
أنا اعتقد أن مهما عشنا بذكريات حلوة لن تعود ، لان كل لحظة في حياة الإنسان لها متعتها و فرادتها … لذلك على الشخص المؤمن بالذات و الذي يجعل الله أمام عينه في كل أوقات حياته أن يخلق فرح اللحظات بحضور الله الذي يعطي فرح و أمل و تفاؤل لا مثيل له عندها تكون ذكرياتنا دوما ذكريات حلوة لاها محلاة بطعم الرب الحلو … شفاهنا تنطق حلاوة، قلوبنا تحمل محبة، أفكارنا تنتج سعادة و هكذا نكون بفرح حقيقي الآن و في الماضي و في المستقبل … بصلواتكون ابونا
جميل جدا هذه الكلمات الرقبقة والاجمل من ذلك انها صادقة ونابعة من انسان صادق وحنون