المواهب الإلهية والخلاص
23 أكتوبر 2009 | كتبه سلوان
لطالما كان الفكر البشري مركز للدراسات العلمية والنفسية لمقدار ما يحوي من تشعبات ومفترقات صعبة التحديد. فيختلف الإنسان مع أخيه الإنسان ليس فقط بالشكل إنما بالفكر. مسيحياً نرى الاختلاف مصدر إلهي من مبدأ الوزنات والمواهب التي يوزعها الله لكي يستطيع الإنسان أن يخلص بها، ولكن يبقى السؤال ما دام طريق الخلاص واحد لماذا لا يتشابه البشر بالمواهب؟
هنا يدخل مفهوم الحرية والفرادة الشخصية التي يمنحها الله للإنسان، هذه الفرادة هي التي تميز الإنسان عن أخيه، كطريقة الكلام والتفكير مثلاً، وهي التي تجعل هذا التمايز شيء إيجابي وغنى للبشرية. أما الحرية فهي التي تعطي هذه الفرادة شكلاً وصورة إلهية.
لكن وللأسف هذه الفرادة تُفهم بشرياً بأنها سبباً للصراعات وللحروب، يرى البعض أن الاختلاف يشكل سبباً للنقاش و الصراع، أما في الكنيسة فهو غنى وتنوع للبنيان لأن إنسان واحد لا يستطيع أن يملك كل شيء ولا يستطيع أن يفعل كل شيء فالكل يتعاونون للبنيان.
بالتالي إذا اختلفنا مع الآخرين، وهذا طبيعي، فهذا لا يعني أننا في صراع معهم بل نحن وهم نكمل بنيان التركيبة التي شكّلها الله لهذا الكون.
هذه الفرادة لها جذران الأول إلهي يعطى على أساس الوزنات والمواهب وكلها ذات مصدر إلهي بالتالي فهي خيّرة، وهدفها الخلاص، والثاني تربوي تراكمي مرتبط بالبيئة التي يتربّا بها هذا الإنسان فإذا كانت هذه التربية غير مرضية لله فهي تُراكم أفكاراً في ذهنه تغيّر من الجذور الإلهية التي فيه، بالتالي تغيّر من إمكانية الخلاص، فيجب أن ننتبه كيف نربي أولادنا كي لا ندمر بعضاً مما ذرعه الله فيهم لأن هذا الزرع الإلهي هو الذي سيؤدي بهم للخلاص، فإذا شوّهناه ودمّرناه فنحن نحطم قدرتهم على الخلاص.

أبتي العزيز سلوان
بارك
“فإذا شوّهناه ودمّرناه فنحن نحطم قدرتهم على الخلاص”، هذه الكلمات مهمة جداً، وكم نحن بحاجه لفهمها وعيشها، ولكن للأسف مجتمعنا غير قادرٍ على فهمها
السبب الوحيد الذي يقف وراء عدم فهمنا لها هو ابتعادنا عن الكنيسة والحياة فيها، وما يرافق ذلك من نتائج سيئة وخطيرة تنعكس على الشخص بذاته وعلى محيطه
وبالتالي طريقة تربيتنا للأجيال القادمة ستكون سيئة نابعة من تقديرنا الشخصي وليس من فكر المسيح الذي فينا، فعندما نعالج قضية تربوية مع أحد ما نحاول أن ننتزع الأخطاء منه، ولكن ننسى أن نزرع بدلاً منها المسيح، وبذلك لن نستفيد أبداً، لأن الأخطاء لن ترحل أبداً
فليتنا نحيا المسيح في قلوبنا لكي ننقله للآخرين عبر كنسيته. آمين.
قدس الأرشمندريت سلوان الجزيل الأحترام
الموهبة او الهبة الإلهية ينتزعها المؤمن او بالأحرى ينالها في سر العماد المقدس بحلول موهبة الروح القدس ولكل واحد منا موهبة خاصة به وكثير من الناس لا يعلم او لا يدري ما هي الموهبة التي وهبت له وما أهميتهاواتفق معكم ان كثير من الأهل لا يدعون اولادهم يحققو أمالهم واحلامهم مثل ما يريدون الأ كما يريد الأهل ،اسمحو لي ان اخبركم ان صديقا لي اجبره اهله ان يدرس الطب ولم يكن يرغب به وعندما تخرج واختص بالجراحة بالزور كما نقول بالعامية وهو الأن لا يمارس مهنة الطب بل فتح محل ملبوسات ومستقبلا سيفتح مكتب سياحي كما كان حلمه من صغر،هنا يلعب دور الأهل وايضا اسمع كثيرا انزعاج وعصبية الأهل حين يسمعون ان ابنهم يريد ان يصبح راهبا او كاهنا… الخ
وهنا أقدر رأيكم ونشركم لمثل هكذا موضوع ذو اهمية كبيرة جدا في حياتناواذا نطلب من السيد له المجد ان يمنحكم القوة والصبر والحكمة والبركة .
اذكرونا بصلواتكم
صالح وعائلته
قدس الأرشمندريت العزيز على القلوب سلوان أونر:
صحيح أنّ للأهل دورهم الأولي الأساسي في تنمية المواهب المعطاة من قبل الله ,أنا معك تماما” ولكن,بسبب انشغالات الأهل في تأمين مستوى معيشي مقبول للأبناء,وبسبب الظروف المادية التي جعلت من الأب الة بيد الزمن وقد تكون الأم كذلك فهم( نوعا”ما) معذورين لعدم تفرغهم لتنمية هذه المواهب وسقاية هذه البذور قلت نوعا”ما مع التأكيد على مسؤليتهم تجاه أبنائهم وخلاصهم .ولكن أؤكد كل التأكيد على الدور الجوهري والتكميلي الذي من الممكن أن تلعبه مدارس الأحد على اعتبار تفرغهم لهكذا مجالات وأنّهم المصدر الأكثر قبولا” من قبل المراهقين ب الذات واللذين يحملون في ذواتهم بذور المواهب الإلهية والإبداعات البشرية والروحية.
أنادي الأهالي واقول لهم أن غايه الحياة هي التأله ….التأله الروحي وليس البشري
وأشكر مدارس الأحد وكذلك الأهالي الذين يسهرون على نمو هذه البذور التي قد تكون مخبأةولكن باستيقاظ القلوب والعقول بات من السهل أكتشافها.
وشكرا”
جميل جداً هذا الكلام،
أشكرك أبونا على إضائتك على هذا الموضوع التميز.
حقيقة يجب أن نبدأ نحن من أنفسنا ونعلم الآخرين ممن حولنا ومن الأجيال القادمة بمثالنا أنه ليس من الضروري أن نكون كلنا مثل بعض، فكما يقول الرسول بولس إذا كان الجسد كله عيناً فأين السمع…إلخ
يجب أن يتقبل كل منا أنه له فرادته الخاصة التي ميزه الله بها، وأنه ليس مثل فلان أو فلان وقد لا يستطيع أن يعمل ما هم يعملون، يذلك يركز طاقته على تنمية ما خصّه الله به، كما يزهر بذلك بستان الكنيسة بشتى الورود من مختلف الأنواع.
ليس الجميع مرتلين ولا الجميع مرشدين ولا الجميع رهبان ولا الجميع كهنة … إلخ كل فرد منا هو عضو مهم في جسد الكنيسة التي رأسها المسيح، ولكل منا نحن الأعضاء وظيفة مهمة تحتلف عن وظيفة الآخرين، لذا فلننظر بعضنا بعضاً لنتسابق في عمل الفضيلة، لكن لا نقلدن بعضنا بعضاً. وكما يقول المثل: “اعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه” وهكذا عندما نترك التعليم لمن هم مؤهلون فعلاً نحصل على نتائج أفضل، وعندما نترك الترتيل لمن درسوا الترتيل حقاً نحصل على تراتيل وجوقات أفضل، أما أن تأتي اليد لتحاول النظر وتقوم بوظيفة العين، عندها يمشي الجسد كالأعمى وقد نقع كلنا معاً لأن عضواً ما أصر على التدخل وأداء مهمة لا موهبة له فيها.
كل واحد يجب أن يبحث عما ميزه الله به، وبذلك ننمو كلنا معاً جسداً واحداً متكاملاً.
أبتي العزيز سلوان،
الموهبة هي نعمة من عطاءات السيد الكثيرة لنا. وكما قال الأخ صالح دحدل “ولكل واحد منا موهبة خاصة به وكثير من الناس لا يعلم او لا يدري ما هي الموهبة التي وهبت له” أقول هذا لأنه حتى الأن لا أعلم ما هي موهبتي!
الأهل هم أول من يكتشف هذه الموهبة إذا بانت عن صغر وهنا دورهم أن ينمو هذه الموهبة إذ عرفو كيف. مع فائق احترامي للجميع،مستوى ثقافة الأهل و مدى إستنارتهم من النور الإلهي هما الدور الأكبر في تنمية المواهب. طبعاً يأتي دور الكنيسة بعد.
الخوف الأكبر أبتي،بالنسبة لي، هو عندما تكتشف الموهبة عند فرد ما و تستغل لأغراض شريرة؛(غير التكبر أو الغرور). هناك من يحول اكتشافاته إلى سرقة أو نصب أو يجعل هدف الموهبة المادة (النقود).
من بعد إذنكم أبتي، أرى أن كيف نوجه أو كيف ننمي هذه المواهب هو الأصعب. فإن لم يكن للأهل استنارة من نور المسيح تقع الكارثة و إن لم يرشد البنين إلى طريق النور الإلهي فهناك الكارثة الأكبر.
مهما اجتهدنا ومهما كانت فلسفتنا في الحياة، تبقى الكنيسة والأب الروحي هما المنارة والخطى الثابتة لي حياتنا.
صلواتكم
الله معكم
شكرا لمشاركتكم الجميلة
أنا لم أرغب الحديث عن المواهب بالذات بل عن إذا كان هناك فرق في المواهب هل يوجد تنافر وصراع واختلاف؟؟؟
قدس الارشمندريت سلوان الجزيل الإحترام،
نحن نعي تماماً أن الله هو عادل ومحب للبشر. بتواضع أعتقد أن كل إنسان له موهوبة مهداة من الآب حسب الحاجة،والله أعلم. إذاً كل فرد يتميز عن أخيه الإنسان بموهبة ما.خلقنا الله في مجتمعات لأن الإنسان يحتاج في طبيعته للأخر حتى يستمر، “لذلك نحن نكمل بنيان التركيبة التي شكّلها الله لهذا الكون”.
إذا توصل الإنسان(أ) لإدراك هذه الحقيقة، يصبح مدركاً أن أي موهبة لا يملكها، قد وضعت من الآب في الأخر (ب) لتتمم “البنيان”. والعكس صحيح: الموهبة التي أهديت له (أ) هي غير موجودة لدى الأخر (ب) وهي أيضاً لإتمام “البنيان”.
إذا أدركنا هذا الواقع وأيقن أن الإنسان مستحيل أن يملك كل شيء، وعرفنا أيضاً أن كل العطايا هي مجاناً اعطيت للجميع، ننصرف عن الأنانية ونبتعد عن أي”تنافر وصراع واختلاف”.
للأسف،كثيرةٌ هي النزاعات و الإختلافات لدينا في هذه الأيام. مثلٌ صغير لو سمحتم.في جوقة الكنيسة هناك من أنعم الله عليه بصوت جميل ومتمكن،أعتقد أن هذه الموهبة وجدت حتى يضاف شيء جميل للقداس أو ربما لقيادات الجوقة. تبدأ الخلافات من من ليس لهم صوت جميل (لا الكل) وتبدأ الخلافات عن من يريد أن يقود الجوقة . . .
صلواتكم
الله معكم
شكرا بيار وحليم أصبتم ما أريد قوله
كيف يمكن أن تكون هذه القناعة واضحة وهوى حب الذات طاغية، أو الأنانية، أو قلة المحبة؟؟؟
قدس الارشمندريت سلوان الجزيل الإحترام،
من تغلبت عليه الأنانية وحب الذات وقلة المحبة لن يستطيع أن يرى القناعة بمفرده؛ هذا ما اعتقده بتواضع. على أحد أن ينير قلبه ويرشده إلى الإمان السليم، بأن المواهب توزع حسب ما يرى الله وعلينا أن لا نخالف مشيئته. ومن أفضل من الأب الروحي للقيام بهذا الواجب. بالصلاة والإرشاد والمساعدة لرؤية نور المسيح بداخله يصبح الأمر ممكن.
صلواتكم